“انهالت قوات الامن البحرينية بالضرب على الشاعرة آيات القرمزي مستخدمين اسلاكا كهربائية واجبروها على تنظيف المراحيض بيديها، وهددوها بالاغتصاب”.
هذا ما جاء على لسان افراد عائلة آيات مؤخرا ، في مراجعة تصويرية لاعمال التعذيب والتحقير التي يعاني منها المعتقلون نتيجة اجراءات القمع في البحرين ضد المناوئين لنظام آل خليفة.وكانت شرطة ملثمة قد القت القبض على آيات في منزلها في 30 آذار (مارس) لانها القت ابياتا من الشعر تنتقد فيها الملكية اثناء مسيرة مؤيدة للديمقراطية في العاصمة المنامة في شهر شباط (فبراير).
وقد تمكنت عائلتها من الحديث اليها عبر الهاتف من السجن ، لكنهم علموا باساءة معاملتها وتعذيبها عندما تحدثت اليهم اثناء مثولها امام القضاء في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي لقاء جرى عبر الهاتف مع صحيفة “ذي انديبندنت” من البحرين قبل ايام، نقلت والدتها سعادة حسن احمد ما كانت آيات قد حدثتها عنه في ما يتعلق بما حدث لها بعد القاء القبض عليها.
ولا تختلف تفاصيل التحقيقات والسجن عما واجهته نسوة اخريات احتجزن لدى قوات الامن البحرينية منذ اطلاقها عقال الكبت بالكامل في 15 آذار (مارس) ضد جميع المطالبين باصلاحات ديمقراطية في البحرين.
وكانت آيات قد استسلمت للشرطة بعد تهديدها بقتل شقيقيها وجرى نقلها في سيارة بصحبة اثنين من قوات الامن – رجل وامرأة – وكانا ملثمين ويرتديان ملابس مدنية ، وقد بدءا بضربها على الفور وبتهديدها قائلين انها ستتعرض للاغتصاب ونشر صور مسيئة لها على الانترنت.
وقالت والدة آيات “عندما وصلت الى مركز التحقيق في المنامة، ادخلت الى زنزانة صغيرة جدا، بقيت فيها لتسعة ايام . وقد تسبب لطمها باسلاك الكهرباء في انتفاخ شفاهها. اعتقدت آيات ان جهاز تكييف الهواء في الزنزانة كان ينفث نوعا من الغاز ، جعلها تشعر انها في حالة اختناق. ولم تحاول الشرطة طوال هذه الفترة اجراء اي تحقيق معها”.
وتقول عائلتها ان الايام التي تلت القاء القبض على آيات كانت مليئة بالعذاب النفسي. وقال شقيقها يوسف محمد: “لم نكن نعلم اي شيء عما حدث لها وان كنا سمعنا اشاعات بانها تعرضت للاغتصاب او انها قتلت”.
وقامت والدتها بزيارة مراكز الشرطة الواحد تلو الاخر تسأل عن ابنتها ، من دون جدوى. وقالت الشرطة لها ان عليها ان تسجل اسم ابنتها بين المفقودين، لكنها اشتكت من ان ذلك لا يفيد شيئا فالشرطة هي التي احتجزت ابنتها.
وفي تطور خبيث، ظهرت صورة آيات على مواقع المواعيد الغرامية والصور الإباحية. ولعل هذا يرتبط بالتهديدات التي تحدثت عنها الشرطة عندما القي القبض عليها للمرة الاولى بان صورا مسيئة لها ستظهر على الانترنيت.
وبعد مرور تسعة ايام، نقلت آيات الى سجن عيسى، وبعد مرور 15 يوما على القاء القبض عليها سمح لها بالاتصال هاتفيا بعائلتها واخبارهم بانها لاتزال على قيد الحياة. ورغم ان التعذيب الجسدي توقف الا انها بقيت تتعرض لضغوط نفسية.
وقالت والدتها: “انها اجبرت في بعض الاحيان على التوقيع على ورقة وهي معصوبة العينين ولم تكن تعرف ما تحتوي عليه”.
وأمرت ان تقوم بتنظيف زنزانات اخرى والممرات في المبنى الذي كانت فيه، الا انه لم يسمح لها بالحديث مع السجناء الاخرين. وقد نقلت اكثر من مرة الى مركز التحقيقات حيث كانت محتجزة في الاصل والتقط لها فيلم فيديو وهي تعلن عن اسمها وتقول “انها من الشيعة وانها تكره السنة”.
والمعروف ان غالبية السكان في البحرين من المسلمين الشيعة وان العائلة الملكية آل خليفة من السنة، وحاولت الحكومة ان تظهر مطالب الشعب بالاصلاح والديمقراطية بلباس طائفي وبانها “مؤامرة” ضد السنة.
وسئلت والدتها عن اي تفاصيل اخرى تتعلق بالتحقيق مع آيات في سجن عيسى، فقالت انه ليس لديها اي علم بذلك لانها لم تحظ بوقت كاف للحديث اليها عندما التقتا في المحكمة. وقيل لهم في اليوم السابق لا بد من تعيين محام، وان لم يتضح مدى الحرية التي يمكنه ان يتمتع بها في الحديث مع موكلته.
وفيما كانت آيات تلتقي مع عائلتها داخل قاعة المحكمة، استرق السمع رجل شرطة اثناء حديثها عن تفاصيل سوء معاملتها. فقال اذا هي استمرت فانها ستعاد الى مركز التحقيقات وتتعرض للتعذيب من جديد.
وختم بالقول : ان السلطة لابد ان تتقدم بحل سياسي واضح لانه يوجد هناك ضغط شديد من الشارع ومن الخارج ايضا فلا يمكن ان يستمر الوضع كما هو الان ولابد من ايجاد مخرج سياسي يرضي الشارع وينتج عنه سلم اهلي طويل الامد وليس فقط ترقيعات هنا وهناك مثلما حدث في بداية الانتفاضة عندما تم تغيير بعض الوزراء فقط . |